علم نفس المرأة؛ حين نفهم نصف العالم!

هل تساءلنا يومًا: كيف يمكن لامرأة أن تتحمّل كل هذا الكم من المشاعر، والأدوار، والتحديات، ثم تنهض وكأن شيئًا لم يكن؟

سارّه هوساوي

7/26/20251 min read

نمو، نوايا، نفس

هل تساءلنا يومًا: كيف يمكن لامرأة أن تتحمّل كل هذا الكم من المشاعر والأدوار والتحديات ثم تنهض وكأن شيئًا لم يكن؟

هنا يأتي علم نفس المرأة ليكشف لنا أسرار هذا الكائن المعجزة الذي يجمع بين الرقة والقوة، وبين العاطفة والحكمة، وبين الحلم والواقع.

لماذا علم نفس المرأة مختلف؟

المرأة ليست مجرد نسخة ناعمة من الرجل بل هي عالم مستقل.

دماغها يُعالج المشاعر بطريقة مختلفة، كما أن هرموناتها تلعب دور البطولة في مسرح حياتها اليومية، وتجاربها – سواء كأم، ابنة، أو امرأة عاملة – تصنع طبقات عميقة من التحديات والتجارب علم نفس المرأة يُدرك أن فهمها يبدأ من فهم هذه الطبقات.

"الصحة النفسية للمرأة حجر الأساس"

عندما نهمل الصحة النفسية للمرأة فإننا نهمل قلب الأسرة والمجتمع فالمرأة المتوازنة نفسيًا تنشئ أطفالًا أكثر ثقة وتبني علاقات أكثر دفئًا وتؤدي دورها في الحياة وهي راضية وقادرة على العطاء.، ولأنها تميل لتحمّل الأعباء دون أن تطلب المساعدة، فالمجتمع يحتاج أن يوفّر لها مساحات آمنة للاستماع والدعم النفسي، والوعي بمشاعرها.

التحديات النفسية التي تواجه المرأة ليست عابرة بل هي مستمرة وتطور من ذاتها كتحديات متجددة كضغط الأدوار المتعددة: بين الأمومة، والعمل، والدراسة، فتظل المرأة تمشي على حبل رفيع تحاول فيه التوازن، وتنجح! لأن هذا التوازن هو ما تتقنه النساء بالغالب.

التوقعات المجتمعية: الكمال المبالغ فيه الذي يفرضه المجتمع يجعلها تسعى وراء صورة مثالية مرهقة.

الاضطرابات النفسية المرتبطة بالهرمونات: مثل اضطرابات ما قبل الدورة الشهرية أو اكتئاب ما بعد الولادة.

لكن الجميل أن علم نفس المرأة اليوم يعترف بهذه التحديات ويعمل على تحويلها إلى فرص للنمو.

علم نفس المرأة = قوة ووعي

حين نفهم علم نفس المرأة فإننا نمنحها فرصة لتكتشف قوتها الداخلية: كيف تضع حدودًا صحية؟ كيف تحب نفسها دون شعور بالذنب؟ وكيف تبني مرونتها النفسية في عالم سريع ومتقلب؟

لماذا مشروع "نسوة" مهم للمرأة؟

"نسوة" ليس مجرد اسم ننطقه ونكتبه وبقواعد اللغة ننسبه للنون بل هو مساحة آمنة لكل امرأة تبحث عن فهم ذاتها وتحسين صحتها النفسية، والتواصل مع من يفهمون عالمها.

نحن نؤمن أن كل امرأة تستحق أن تُسمع قصتها وتجد من يدعمها ويمنحها الأدوات التي تساعدها على الشفاء والنمو.

ختامًا…

علم نفس المرأة ليس رفاهية، بل هو مفتاح حياة أفضل.

فكلما فهمنا المرأة فهمنا نصف المجتمع وكلما دعّمنا صحتها النفسية تغيّر العالم كله ليصبح أدفأ وأكثر اتزانًا.